Tuesday, December 16, 2008

16/12/2008

الثلاثاء 16 ديسمبر

لم يكن اليوم يوما عاديا او تقليديا بل كان اشبه بالتوقف عن السير فى الطريق المظلم. كان بمثابة محاولة لفتح الصندوق ورفع غطائه العلوى لاعلى. والذى ذكرنى بحالة مزاجية قد انغمست وتلاشت مع مرور الايام .لقد رايتها تلاحقنى اليوم وحاولت الابتعاد عنها بكل ما امتلك من قوة, ولكنها كانت اقوى من سيطرتى عليها وظلت تهاجمنى منذ بداية اليوم وحتى انتهاءه فى المساء. كان لابد لى ان استعين باصدقائى فلم استعن بهم . فكرت ان استعين باحد من المحيطين بى ولم استعن بهم ايضا.كان شيئا ما يحول نبرات صوتى من الصياح الى الصمت. حيث اننى اعلم ان الصياح لن يجدى فى شىء سوى ان الجميع سيحدثوننى بكلمة واحدة , ما بك ؟ ولن اجيبهم بشىء يرضيهم بل بما هو قد يثير قلقهم.فتعمدت ان لا اظهر ذلك لاحد ولم يلاحظها اى منهم. كانوا يحدثوننى ويضحكون وكنت انا بالمثل كذلك. كانوا يعتقدون اننى امرح فرحا واضحك من فرط سعادتى.كانوا يندهشون من تفائلى الغيرمسبوق لاحد على هذة الارض. كانوا يتاخذوننى قدوة ومازالوا يتباهون بى وربما فى الخفاء يسخرون من انفسهم بسببى.ولم اقتنع بعد بحبهم الزائف لى او ذلك الحب الافتراضى لمعرفتهم بى او لعلاقتى بهم. كانوا يطلقون على الالقاب مرارا وتكرارا ويعتقدون فيها,وما لى اى اعتقاد سوى اننى تلك الفتاة البسيطة التى تتامل ما يحيط بها ليست بذات الضعف الذى يوصفونه وليست بتلك القوة التى يعتقدونها فيها.تعيش فى عالمها الخاص الذى لا يوجد به عيبا.بينما العديد منهم يحاولون هدم ذلك العالم واختراقه بكل السبل الممكنة عن قصد وغير ذلك. انه عالمى البرىء الذى لا اريد ان تمسسه يد مغتصب او ذات قيم قد اصابها الخلل واعياها مرض النفوس المتسلطة. لا اريد ان يعرف عالمى الانحطاط الاخلاقى.ولا اريد ان ابكى على فقدانه.بل لا اريد اشياء عدة بداخل عالمى, تلك الاشياء التى تفرض ذاتها لانه لا يجب ان يكون هناك شخص برىء على الارض وهكذا يحاولون اقناعى. ومازالوا يهددوننى ان البراءة واخواتها ذات يوم سوف تتلاشى من الوجود.

-انسانة

2 comments:

  1. اما ان تستلم فيصبح فتحا او تقاوم فيصير احتلالا
    لا باب في الكون يبقي غير مطروق

    ReplyDelete
  2. عجبتنى جملة لا باب فى الكون يبقى غير مطروق
    تستدعى التامل

    ReplyDelete